عزان المزروعي.

مواضيع حول الموسيقى, وأخرى طبقا لتوجهات الكاتب.

نرحب بكم. ونرجو لكم الاستمتاع بِطرحٍ مُثْري ومفيد.


ندعم القضية الفلسطينية, دون أدنى اعتراف بإسرائيل.


المغالطات المنطقية في التفكير: من البساطة إلى المثال: (بَعْضَضَة دون حصر).

هذه سلسلة تغريدات تبسيطية, قمت بنشرها  على صفحتي الشخصية في تويتر؛ بهدف تسليط الضوء على الشائع من المغالطات المنطقية في التفكير, والتي لا يمكن لنا إلا أن نكون عرضة لها, وللباطل من أفعالها في حياتنا اليومية. كما والمبتغى أيضا تحقيق اجتناب وقوعنا في الارتكاب بالطبع؛ نعم المتلقي لها نحن, ولكن الفاعل المعني بالوقوع والانتشار الضمير نحن أيضا.

والحق أن ما سأطرحه في ما يلي, ليس بصدد تقديم معرفة جديدة, أو على سبيل تأطير تفسير آخر  مختلف, أو زعم بتوسع علمي أعمق ومتفرد, وإنما محاولة هادفة؛ لأجل التبسيط والتيسير, والمقصد الدقيق تحديدا: هو الجمهور الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي ذو التباينات الكثيرة في الأصعدة والمجالات المتعددة.

وإن كنت ممن قرأ الكتاب الموسوم بالمغالطات المنطقية _ فصول في المنطق غير الصوري, للرائع عادل مصطفى, فذاك علم قد يغنيك, وتفصيل كبير جدا قد يكفيك.

إذا ما أردنا التعريف بالمغالطات: فيمكننا القول ببساطة: أنها حيلة كلامية استدلالية, يقصد بها الفاعل إيهام الآخر بصحة قوله الغير دقيق, وإقناعه به بحجج وادعاءات باطلة تجعل قوله صواب صائب.

وقبل التطرق إلى المغالطات وأنواعها, وجبت الإشارة إلى أن المسميات التي يمكن أن تطلق على المغالطة الواحدة متعددة قليلا في مختلف المراجع؛ إذ أن المعارف بشأن المغالطة ليست ولادة معاصرة فقط, ثم أن المعرفة لا رحم ثابت منفرد بملكيتها وقالبها ومحدداتها واحتكاراتها, وأسوأ ما في اللا جدوة واللا نفع أن يحدث ذلك, ولكن فكرتها واحدة من حيث المعنى, ونحن هنا بصدد البَعْضَضَة كما في العنوان السالف السابق المُقَّوَس, المعتلي لهذه السطور, دون حصر أي شيء. وهي متتابعة في ما يلي:

* مغالطة تعميم خصائص الجزء على الكل:

بمعنى إسقاط تعميمات على خصائص الكل الجامع, بسبب وقوعها على جزء صغير منفرد من ذلك الكل.

مثال:

هذه الفكرة (شبابية) من صنع فئة الشباب وهي غير واعية، إذً جميع الأفكار الشبابية غير واعية  .

* مغالطة إثبات التالي:

تتشكل بحيلة يلجأ بها المتحدث إلى إثبات أمر بإثبات ما يتلوه.

مثال:

استهلاك بعض الناس للمال كبير, إذً انخفضت البطالة كثيرا.

مضمون المغالطة: الاستهلاك الكبير من بعض الناس للمال ممكن لأي سبب وليس بالضرورة لانخفاض البطالة كثيرا.

الصورة الصحية للاستدلال: إذا انخفضت البطالة كثيرا, أصبح استهلاك بعض الناس للمال كبير.

* مغالطة دمية القش - أو رجل القش:

وتتمثل في الهجوم الشخصي الذي يشنه المحاور على طرف الحوار الآخر وتشويهه عوضا عن مناقشة رأيه آو حجته  .

وبالتالي المترتب عن ذلك مركزة التفكير نحو موضوع ثانوي, بجانب الاستنفارات والدفاعات التي سيتجه إليها المهجوم عليه أو المساء إليه, وكل ذلك والموضوع الرئيس رحلته أزلية؛ يبحث عن حقه المشروع لمجرد: "أن يتناقشون حوله"  .

مثال:

تقولُ لأحدهم حول اعتقادك بضرورة استثمار البشر لوقت الفراغ إذا ما أرادوا صناعة تقدم حق، فيرد قائلا: "أنت تميل إلى العزلة, أو مع الاستخدام الخاطئ للمفردة (نفسية) بالمصطلح الدارج والراهن ولذا لا قيمة لرأيك".

* مغالطة "هذا ما يفعله كل الناس":

وتقع المغالطة هنا في الاستخدام اللفظي الشائع والمتكرر الذي يحظى بالاعتياد من قِبَل الناس لتبرير أفعال معينة وتطبيعها، وذلك بالقول:" هذا ما يفعله كل الناس".

مثال:

كأن يقول أحدهم: "أنا شخص سوي, لكنني أصطاد أنصاف الفرص للوقوف في المواقف المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة. ما الذي يمكنك قوله له؟ هذا لا يصح؟ هذا خرق للقانون؟ سيقول لك: ("وهذا ما يفعله كل الناس").

* مغالطة المماثلة الكاذبة:

تتمثل في استخدام تبرير لتحقيق مطابقة بين فكرة أو فعل, مع تشبيه غير دقيق.

مثال:

استدلال على الصدق: كأن يقول لك أحدهم: "لن تحظى بثمة صدق مع الفتاة التي اخترت, لأنه شاهد والدها في السوق كثيرا وهو غير صادق".

استدلال على القوة: كالقول:"أن فلان قوي, لأن أخاه الذي أعرفه شخص قوي".

* مغالطة الاحتكام إلى القوة:

وتعني اللجوء إلى ترجيح فكرة عن أخرى بالاستناد إلى القوة كمعيار صدق. كما ويمكن الاحتكام أيضا إلى الثروة, العُمر... إلخ.

مثال:

"ما أقوله صحيح لأني أقوى منك". (احتكام إلى القوة).

"أنا أعظم منك علم لأني أملك مال أكثر". (احتكام إلى الثروة).

"صحتي أسوأ من صحتك لأن عمري أكبر". (احتكام إلى العمر).

*مغالطة القناص:

وهي تعبير يصف نزعة الأشخاص في الاقتناص المقصود لما يعتقدون أنه يدعم وجهات نظرهم, مع تجاهل كل ما يمكن أن يكذب أو يخالف. أي اختيار ما يتماشى مع الرأي, وإهمال ما تبقى من أفكار.

          مثال:

كأن يقول أحدهم: "نتائج البحوث العلمية أشارت إلى أن لا صلة بين تعاطي بعض أنواع المخدرات وسقوط شعر الرأس، لذلك فإن تعاطي المخدرات غير مضر بالصحة".

* مغالطة استجداء الشفقة:

وتعني الإحلال المبالغ فيه للغة العاطفة محل لغة العقل أو الدليل.

مثال:

حدث وأن طلب منك صديق مراجعة مقال كتبه، وقال لك أنه حصل على فرصة ذهبية لنشره في مجلة كبيرة, وبعد أن فعلت, أبلغته بضرورة مراجعة بعض الأفكار: كهذه, وتلك, لاعتبارات كذا وكذا. فيرد قائلا: "كيف هذا؟ كيف لم يعجبك مقالي وقد سهرت ليالٍ كثيرة دون نوم لكتابته؟".

أخيرا: هذا ليس كل شيء, بل هنالك تأطيرات ومعارف ضخمة حول المغالطات المنطقية والتفكير النقدي إجمالا لمن اتخذ قراره بالبحث والتوسع. وبدوري أقترح كتاب: المغالطات المنطقية _ فصول في المنطق غير الصوري. وقد كتبه عادل مصطفى.

استطيع وضع رابط الكتاب هنا للتوصل إليه إلكترونيا, لكنني غير محيط بما يرتبط به من حقوق وإمكانيات تداول .

لا عليك : أكتب عنوانه في المتصفح, وستجده متفشي الوجود في صفحات الويب بسهولة.

هذا كل شيء. أرجو أن ذلك كان مفيدا.

الوسائل الاجتماعية:

الأقسام

ابحث حول

الأرشيف

فضلًا, اطلع على:

ترجمة المحتوى- Content translation